الخميس، 9 يونيو 2011

"الشهادة بالإخلاص !"

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنا من زمان أول ما أسمع كلمة "الشهادة" بييجى فلاش كده فى ذهنى أو خيالات كده غزوة بدر مثلاً ولا سيف و دم كده !
و بصراحة كنت من صغرى لما بفكر تفكير بسيط جداً و أعرف إن الشهيد ده أعلى منزلة و أسمع قصص الصحابة , كنت فاكر إن أنا نفسى أموت شهيد....بس لما عرفت إن إنت لو كنت طالب للشهادة بصدق و مت حتى على سريرك , فأنت شهيد ......, بس خدت بالك من كلمة بصدق دى ؟

فبدأت كده أعود نفسى أدعى إن ربنا يرزقنى الشهادة ..., و بحاول أدعى بإخلاص و بصدق , و أحاول أتخيل كده فى ذهنى إن لو جتلى الفرصة حغتنمها على طول و فى ساعتها , و بعود نفسى على كده على التخيلات دى , عشان لو ربنا إختبرنى فى مرة , أبقى جاهز و أبقى شهيد.....مكنتش عارف هى الفرصة دى حتيجى إمتى و إزاى , بس كنت بحاول أستعد لها , لكنها جت فجأة
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

"موقعة الجمل "

إيه بقى اللى حصل ؟؟؟ .......اللى حصل إنى كنت لسة فى البيت على الظهر كده و مكنش فى ضرب لسة , كان لسة بس كان فيه محاولات إقتحام البلطجية كمؤيدى مبارك و بدأ كده يبقى فيه طراطيش طوب و كده كان لسة النت راجع و لسة بتخانق على النت و بتاع و لازم ننزل و الكلام ده لقيت أبويا فتح الباب و قاللى "يلا يا إبنى مفيهاش قُعاد أكتر من كده , دى اللحظة اللى الرجوع فيها بفورة حتنزل ولا إيه ؟"طبعاً كنت لابس أصلاً , فنزلت أنا و هو و عمى ووصلنا عابدين كده و الموبايل رن..

ثانية واحدة هو إيه دخل الرغى ده فى الشهادة , إتقل جايلك فى الكلام ..الموبايل , رن , واحد صاحبى بيقوللى إلحق ده فيه جمال يا إبنى و حصنة و حرب إرجع يا إبنى إنت رايح فين !!طبعا أنا إتربيت ! , حصنة و جمال ! هو مفيش رجوع بجد يعنى ! ,

بس خدت القرار إنى حكمل و كملنا بس لاحظه  إنى إتربيت حبتين لما سمعت الكلام دهلما وصلت و دخلت بصعوبة , داخل كده قابلت واحد صاحبى , متعور بس إصابة سطحية و بسيطة , بس لقيته كده حضنى و بيدمع ! و لقيت أخوه سنانه متكسرة من الطوب !!المرة دى إتربيت أكتر حاسس إنى بقرب لحاجة كانت فى عالم تخيلى أنا كنت صنعه و بعيد عنه و مش متوقع إنى أروحله , رغم إن كان نفسى أروحله..,عالم الشهادة ده !

قالوا المتحف و كوبرى قصر النيل فيهم ضرب جامد , عمى وصاحبه راحوا الكوبرى و أنا و أبويا روحنا المتحف بقى و وصلت و شفت المنظر قدامى , وصلت لحد النقطة اللى من بعدها الطوب بيطير عليك و حتبدأ المخاطرة ! و سمى النقطة دى النقطة الفارقة

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هنا بقى عرفت يعنى إيه إخلاص ! أنا عمال افكر فى الشهادة و بدعى بيها و أنا فاكر إنى بدعى بصدق ..., وكونت العالم التخيلى ده اللى حيبقى فيه فرصة إنى أكون شهيد , حرب و بتاع ..........................بس وقفت عند النقطة الفارقة دى و متحركتش!!

إيه ده أنا حدخل كده ده الطوب مطر ! إيه ده واحد خد طوبة قدامى أهو و شكله إيه عايش ده ولا إيه !! ............إيه ده حادخل هنا !!
هنا بقى إتربيت بقى بشكل مكنش فى العالم التخيلى بتاعى , مكنتش عامل حساب الشعور ده , مكنتش عارف إنى بعيد قوى عن الإخلاص !!

بس لقيت أبويا بقى مكنش شايف تقريباً النقطة الفارقة دى كان ماشى عادى جداً و داخل , وهو أصلاً مبيعرفش يحدف طوب بس داخل و بيقوللى أٌقف ورايا و إرمى من ورايا !!!
أخدت بالى من الفرق الكبير بقى لما شفت ناس زيه كده بس شباب , بقى إسمهم بعد كده "شهداء" , شفتهم بس مش كويس أوى أصلهم كانوا بعاد عنى جداً !!!!!!!و قررت ادخل , بس كنت متاخر بقى , مش متأخر على الضرب ده كان لسة ضرب الطوب مش بقاله كتير , لكن على الشهادة ! , المخلصين سبقوا و مصدقوا عشان هما مخلصين ! إنما انا إكتشفت إنى مكنتش مستعد !قررت بقى ! إنى أعدى النقطة دى ,

قررت إنى خلاص مستعد أسيب الدنيا , مبقاش ليها مكان تماماً عندى , بس والله أول ما أخدت القرار ده و إتحركت و عبرت النقطة , نسيت إن فيه طوب و كنت حاسس إنه نسيم مش طوب ! الطوبة كانت تيجى فيك تحس إنك أقرب , أقرب للشهادة ! , و لقيت نفسى بزعق فى الناس زعيق , يا جدعان يلا إنتوا مش رجالة ولا إيه , يلا بينا يا رجالة نساعد "المخلصين " اللى واقفين بقى فى خط كده لوحدهم قدام !

أكيد مزعقتش و قلت المخلصين يعنى  بس كنت بقول "الرجالة " اللى قدام و لقيتنى بجرى و أبويا مش ملاحقنى لقدام , ومسكت الطوبة و بدأت أحدف , وأنا أصلاً إيدى ضعيفة بس كنت بوصل لأبعاد مش عارف الصراحة عملتها إزاى ساعتها !!!

و قابلت بقى المخلصين دول اللى فى أول خط, خط الشهداء ده اللى مش بنشوفه, كانوا لا يوصفون , تلاقى واحد مثلاً واقف لوحده مفيش أى حماية .., وعادى بيلم الطوب و يحدف و أهم حاجة مكنش بيرجع خطوة لورة , الناس ساعتها كانت بترجع على فكرة لأن المعظم زى حالاتى كان لسة معداش النقطة ! إنما دول كانوا بيثبتوا حتى لو إيه !و عرفت الفرق ساعتها ,

بس والله كل لحظة من لحظات الضرب دى , كنت فيها حاسس إنى برتقى بمعدل خرافى ! و محدش حيصدقنى لو قلتله أنا ندمان إزاى إنى مكملتش فى الصف اللى قدام للفجر ! خستعت على بليل كده ! والله ندمان , فوت على نفسى فرصة إنى أبقى ........................."شهيد"

بس بعد ما ندمت , فكرت , إن المرة الجاية لو فيه مرة جاية , مش حعدى الفرصة .................وبعدين حسيت إن لأ الفرصة موجودة على طول ! , موجودة طول الوقت بس إحنا مش فاهمين !هو مش الصحابة دول , الشهداء دول , كانوا عايشين عيشة الشهداء ؟ يعنى كانوا محضرين نفسهم للشهادة ولا لأ ؟؟؟؟ , مش بس محضرين , هما عايشين على الأساس ده أصلاً , تصرفاتهم بتدل عليهم , بيبانوا كده

تسمع عن شهداء حماس مثلاً , من زمان , حافظ القران كله , متفوق,ذو خلق رفيع و هكذا طب ما أنا أعيش عيشة الشهداء دى , أعتقد إن هو ده معنى كلمة "إسأل الله الشهادة بإخلاص"إنى أعيش العيشة دى و أقدمها لربى عشان يحسبنى شهيدطولت أوى بس إعتبروها قصة بسيطة حقيقية ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 "عيش عيشة الشهداء"